بقلم : حاتم غندير *
معركة ضخمة يديرها ترامب ضد الصين منذ ثلاث سنوات ستحتاج إلى كثير من الوقود وكثير من الضحايا..
كل الرؤساء الذين سبقوا ترامب بدءا من بيل كلينتون خاضوا معارك ضد الصين بدبلوماسية ودون ضجيج، لكن ترامب بتركيبته النفسية المشاكسة والمغامرة والمحبة للأضواء أراد أن يبرهن للامريكيين أن جاء ليخلصهم من التنين الآسيوي القادم، تماما مثلما قوضت الولايات المتحدة القدرات العسكرية لليابان بعد الحرب العالمية الثانية وبقيت اليابان إلى اليوم نمر من ورق بلا أنياب ولا مخالب.
وجد ترامب ضالته في الخبير الاقتصادي "بيتر نافارو" المعروف بعدائه للصين وصاحب مؤلفات شهيرة منها : "حروب المستقبل مع الصين" و "الموت على يد الصين" .. فعينه مستشاره الاقتصادي والتجاري ويوصف بأنه أمير الحرب التجارية الذي يديرها رغما عن المعارضين في البيت الأبيض والمحذرين من تداعياتها.
كانت اللحظة الفارقة بالنسبة للصين يوم انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2001 ، مستغلة أداة العولمة الأمريكية لتغرق الأسواق الدولية و الأمريكية بالسلع الرخيصة أولا ثم انتقلت الى مختلف المجالات التقنية والأسواق المالية وسوق السندات وغيرها، وتسدد ضربة قوية للاقتصاد الأمريكي بعد الأزمة المالية العالمية لعام 2008.
لم يكن فيروس كورونا سوى محفز catalyseur لزيادة تفاعل الحرب التجارية التي ستأخذ أشكالا مختلفة، ومن الصعب أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل كورونا بين البلدين وداخل الولايات المتحدة، لأنه باختصار شعرت إدارة ترامب بالعجز ومن ثم بالإهانة، وعليها رد الاعتبار قبل الانتخابات الرئاسية هذا العام.
أما الصين فشعرت أنها تتعرض لاستفزاز كبير وأنها ستعمل ما بوسعها للحفاظ على مخالبها وأنيابها بل وربما استخدامهما كي لا تتحول إلى تنين من ورق!
* اعلامي في قناة الجزيرة