الان وقد تم حل البرلمان , وتأكد الشعب من أن الفساد يضرب العديد من النواب السابقين الذين تسابقوا على رؤوس قوائم أحزابهم بالملايير وحدث ما حدث , فكيف سيكون البرلمان القادم ؟ والرهان بعده عن المال الفساد طبقا لما ورد في الدستور وقانون الانتخابات الجديد .
المتمعن في المشهد السياسي في بلادنا يدرك جيدا أن الامل في الشباب , لكن هؤلاء سبقهم " تدجين " العمل السياسي وبات من المعروف أن السباق الى المناصب لن يحدث الا بالتزكية المطلقة للسلطة ولا يمكن أن نتصور في ظل هذا الوضع برلمانا يعكر فيه النواب أو بعضهم صفو الوزراء مثلما يحدث في الدول الاخرى ,وببساطة لان السلطة تعودت على نهج واحد وهو " أدهن يسير " وان بدأت الحياة السياسية في البلاد واهنة وتعاني من المتزلفين والوصولين ومن يتفقدون جيوبهم قبل واجباتهم الى درجة أن منظومة التشريع باتت ركيكة ومدججة بالانشاء والخطابات وتقودك مباشرة الى سنوات السبعينيات , وما زاد في الطين بلة الانسياق الاعلامي الكبير نحو هاوية التزكيات والوقوف في جهة ضد أخرى وصلت الى حد التخوين في بعض الاحيان وبذلك أنحرف الاعلام عن رسالته , وشهدنا على المباشر في أكثر من قناة ضرب الطبل والمزمار في غير مكانه لفلان او علان وفي مشاهد أخرى سبق الاعلام القضاء وحكم على الناس .
الكارثة أن بعض هذه الوسائل يشرف عليها ممن كنا نعتقد أنهم صحافيون محترفون , لكن سقطت الرسائل في الماء وضاع حبر الاحتراف و\فكيف ستكون الانتخابات التشريعية هذه المرة والسلطة تتحدث عن مكافحة المال الفاسد , هل سيدخل البرلمان الجديد فعلا شباب من ذوي الكفاءات واصحاب الراي الاخر الذين تهمهم مصلحة البلاد أم ان السيناريو سيكون نفسه مع تغيير شكلي , فكم من مدينة وبلدية وولاية يمثلها نواب بمجرد دخولهم العاصمة نسوا الدشرة وتناسوا من أوصلهم الى قبة البرلمان و بل وفيهم من عاد متجبرا ومتكبرا ومستغاا لمنطقته او بلديته باسم انه نائب .
ان الايام القادمة حبلى وتحتاج الى نهضة توعوية وموقف شجاع للناخبين في اختيار من يمثلهم وعلى قاعدة لن يصل فاسد الى البرلمان ولن يمثلني متزلف بل الرهان على الاكفاء الوطنيين حقا اولئك الذين يريدون خدمة الوطن على أسس العدالة والحرية بعيدا عن الشيتة واالاستعراض .