طوى عام 2020 صفحاته القاتمة , باعتباره عام الاحزان , اذ فعل وباء كورونا فعلته وتحول العالم الى مشهد للموتى والجثث ولا عزاء للبشرية الا توديع الاحباء يوميا واستقبال التعازي , لكن هذه المرة عن بعد , وكان للهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي الاثر الكبير , في حين أدميت قلوب كثيرة .
سياسيا كان لمرض الرئيس تبون الاثر الكبير في تأخر الكثير من المشاريع ورغم أن الدستور الجديد مر كالعادة وبصم نواب البرلمان عليه بالعشرة , الا أن الساحة السياسية لم تخلو من التناقضات والشد والجذب من قضية إعتقال شباب الحراك وبعض الصحافيين الى صوم من تسمي نفسها معارضة وهي التي تضع أكثر من خطوة تحت عنوان المباركة والتهاني , لما تقوم به الحكومة والامتعاض البسيط الذي يظهر في مؤتمرات صحافية لروؤساء الاحزاب .
إعلاميا أنكشفت فضائح الفساد لدى مؤسسات إعلامية كانت تتاجر بالصحافة من أجل نهب الاموال وتفقير الصحافيين , وشهدنا علو كعب من يسمون أنفسهم بالخبراء والمحللين الذين أبدعوا في التزلف وتخوين الاخرين ودق الطبول لدرجة أن الامل كان يحذونا في صحافيين محترفيين يقودون مؤسسات إعلامية , لكنهم نكصوا على أعقابهم وبرزت للعيان " صحافة الشيتة " وغابت الصحافة الاستقصائية وحتى الموضوعاتية في التحليل والنقد , ونتج فريقان عن ذلك , الاول يضرب الدف ويخون كل من له راي اخر والثاني تطرف في الرؤية وانتقاد لاذع لكل شي وتفسير الماء بالماء .
إقتصاديا عرف المواطن أسود أيامه , خاصة في ظل التلاعب بالاسعار الذي فرضه بعض التجار الذين لا يهمهم الا الربح السريع , بل التعاسة كانت صديقة المواطن البسيط الذي أكتوى من كوفيد 19 وزادته الطوابير أمام مكاتب البريد من أجل الظفر براتبه , وفي ظل الغلق الاجباري لعديد المحلات والحظر المفروض بسبب كورونا زادت معاناة الاسر وخاصة من يمارسون الاعمال الحرة ورغم مبادرة الحكومة لمنح بعض الدعم المادي الا أن الواقع علقم .
على الساحة الدولية , تراجعت الدبلوماسية الجزائرية ولم تخرج عن دائرة التنديد , مثلما هو الحال لقضية الصحراء الغربية و الملف الليبي وبقي الدور الجزائري "كتوم" الى حد السرية وانتظار الاحداث حتى تمر ثم تتهاطل البيانات , وحده الموقف الجزائري المشرف و الذي عبر عنه الرئيس تبون فيما يتعلق بالقضية الفلسطينة ورفض الجزائر للتطبيع مع الكيان الصهيوني .
يحل علينا العام الجديد 2021 وكلنا أمل في أن يرفع الله عنا هذا الوباء ويدك الصالحون دهاليز الفساد و تتجه الارادة السياسية الى بناء دولة القانون وقبول الرأي الاخر و فتح افاق للشباب مع تعزيز الديمقراطية الحقة والنهوض بالاقتصاد والتعليم ولا يسعنا الا أن نرفع أيدينا الى الله سبحانه وتعالي كي يرفع عنا الاسقام... عامكم سعيد مدجج بالخيرات والحريات .