وليد منصور - التحويلات الأجنبية هي ثاني أكبر مساهم اقتصادي في الناتج المحلي الإجمالي الوطني لبنغلادش؛ إذ في بنغلادش حالياً حوالي ثمانية ملايين عامل مهاجر، معظمهم في البلدان الواقعة في شبه الجزيرة العربية، الذين يحوّلون حوالي 15 مليار دولار سنوياً في المتوسط، ويقدمون مساهمات، لا غنى عنها للاقتصاد. وفقاً لبيانات حكومية، سافر أكثر من 13 مليون بنغالي إلى الخارج منذ عام 1976؛ بحثاً عن حياة أفضل، ومن بين هؤلاء ذهب العدد الأكبر، وهو أكثر من 4.1 ملايين إلى السعودية، تلتها الإمارات بأكثر من 2.3 مليون، وعمان بـ1.5 مليون. بينما يواجه العالم ركوداً اقتصادياً، فلا تزال بنغلادش تتمتع بنمو الناتج المحلي الإجمالي، بفضل العمالة الوافدة. في أكتوبر من هذا العام، جرى إرسال أكثر من 2.11 مليار دولار إلى البلاد تحويلات مالية، وانخفض هذا الرقم في نوفمبر إلى حوالي 2.08 مليار دولار. وفي الأشهر الخمسة الأولى من السنة المالية 2020 ــــ 2021 (يوليو، نوفمبر)، ارتفعت التحويلات بنسبة 41.32 في المئة، في هذه الأشهر الخمسة، بلغ إجمالي التحويلات التي وصلت إلى بنغلادش حوالي 10.90 مليارات دولار. في أكتوبر، قال تقرير للبنك الدولي: إن التحويلات ستنخفض على مستوى العالم بسبب الآثار الاقتصادية لتفشّي «19 ــــ COVID»، لكنها ستزداد في بنغلادش. في السنة المالية الحالية، قد يجري تحويل حوالي 20 مليار دولار، على الرغم من كارثة «كورونا»، وستحتل بنغلادش المرتبة الثامنة في استقبال التحويلات. وفقاً لتقديرات بنك التنمية الآسيوي، من المرجح أن ينخفض تدفق التحويلات إلى بلدان جنوب آسيا بنسبة 26 في المئة. الافتقار إلى الإستراتيجية بنغلادش تعتبر من أسرع الاقتصادات نموّاً، ولكنها تفتقر في إستراتيجياتها إلى استخدام الموارد ومعاملة الموارد بشكل صحيح، ووجد أحدث مسح؛ أجرته حكومة بنغلادش أن 2.6 مليون عاطل عن العمل في البلاد. تغيّر معدل البطالة بشكل طفيف من 4.3 في المئة عام 2013 إلى 4.2 في المئة العام الماضي، على الرغم من أن الحكومة أوجدت فرص عمل كبيرة خلال هذه الفترة. من ناحية أخرى، أفيد بأن بنغلادش هي ثالث مرسلة للتحويلات إلى الهند، في حين تستوعب ما يقرب من نصف مليون عامل مهاجر هندي غير شرعي. وفقاً لمنظمة الشفافية الدولية في بنغلادش، يعمل الحد الأقصى من العمال الأجانب في بنغلادش في قطاع الملابس في البلاد. إلى جانب ذلك، يعمل الكثير من الأجانب في مختلف المشاريع التنموية ومحطات الطاقة والوكالات الدولية والمنظمات غير الحكومية والشركات المتعددة الجنسيات والمستشفيات والفنادق والمطاعم. علاوة على ذلك، فإن أكثر من 50 في المئة من السكان هم من الشباب في بنغلادش، في وقت تظهر الأبحاث أن 50 في المئة من المهاجرين البنغلادشيين غير مهرة، مقارنة بــ 2 في المئة فقط من العمال المهاجرين المهرة. معدل البطالة من بين أقرانها في جنوب آسيا، تشهد سريلانكا أسوأ وضع من حيث معدل بطالة الشباب عند ما يقرب من 38 في المئة، تليها الهند بأكثر من 32 في المئة، وبنغلادش بحوالي 25 في المئة، وباكستان بأكثر من 21 في المئة. نصيب الفرد نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي هو أهم مؤشر لإظهار ازدهار أي دولة، بناءً على نموها الاقتصادي. وتوقع صندوق النقد الدولي أن تتجاوز بنغلادش نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بالهند في السنة المالية 2020. على الرغم من ذلك، فإن تكافؤ القوة الشرائية أمر حيوي أيضاً. القوة الشرائية تعادل القوة الشرائية في الهند 11 مرة أكثر من بنغلادش الآن. لذلك، من الضروري الاستثمار في الأشخاص، بدلاً من مشاريع التنمية الضخمة التي لا يستطيع حتى عامة الناس تحمُّل امتلاكها؛ مثل: محطات توليد الطاقة. لذلك، نسبياً، بنغلادش في وضع جيد إلى حد ما، ولكن على النقيض من ذلك، في مؤشر التنمية البشرية الحتمية الأخرى، فهي تتطلب الكثير من التحسين. - القبس