فاتح أبو سامي الإصرار على الخطأ وتبريره لايزال يسكن عقلية الجزائري حتى وهو يعلم أن "التاغنانت" التي عرف بها مضى عليها الدهر ولا تصلح في عصر التكنولوجيا والعلوم , تماما مثلما يصر شخص ما على انه عزرائيل وفي الوقت ذاته يدرك لا يعرف صورة هذا "العزرائيل . على هذا الشكل سار محيوص الذي ابدع في هذه البطولة لكنه قص رجله في اخر سنبلة ذهبية من حصاد "الشأن " وكان يمكن أن تمر الهزيمة أمام فريق السنغال عادية باعتبار أن لاعبين كبار وضيعوا ضربات الجزاء , لولا إصرار اللاعب على الخطأ و "تخشان الرأس " وكأني بمحيوص ضرب سنة ونصف من مجهودات الفريق ومدربه بوقرة عرض العارضة . في العام 2015 حصل أيمن محيوص على جائزة أفضل لاعب في صفوف فريق شباب الطاهير FCT بولاية جيجل ، وعمره لم يتجاوز ال 15 ، سلَمه الجائزةٓ المحضر البدني القدير ، عادل لعبني. موازاةً مع ذلك ، لم تكن تبدو على الفتى اليافع ، أي بوادر أو علامات تدلَ على أنَ التلميذ سيكون له مستقبل زاهر مع المدرسة ، فأحد أساتذته يروي عنه أنه لم يكن من صنف أترابه من التلاميذ الذين يعيرون اهتماما للدراسة ، فالولد المشاغب داخل القسم ، كان حضوره لا يملأ فراغا وغيابه لا يحدث تغرة. وبعد مرور بضع سنوات ها هو التلميذ المشاغب يصبح لاعب كرة قدم يشق طريقه نحو النجاح تحت أعين أستاذه الذي بدوره تدرَج في سلَم الدراسة ، وهو يُحضَر ، اليوم ، أطروحة الدكتوراه ، مع فارق كبير ، طبعا ، بين اللاعب التلميذ ، والأستاذ الدكتور ، فاللاعب ، اليوم ، محاط بضوء عدسات الكاميرات من كل جانب ، واسمه صار على كل لسان ، متصدرا الصفحات الأولى للمواقع والجرائد ، المحلية والعربية ، ورصيده البنكي ممتلئ ، وقيمته المالية تضاعفت في سوق النوادي الكروية ، أما حضرة الأستاذ فلا أحد يسمع به ولا بإنجازاته العلمية. صنع اللاعب الشاب لنفسه اسما في الساحة الوطنية والعربية ، خلال "شان الجزائر" الأخيرة ، وبقدر ما كان لبطولة أمم أفريقيا للاعببن المحليين من دور بارز في سطوع نجم اللاعب ، بعد تسجيله خمسة أهداف ، ومن ثمة حصوله على لقب هداف الدورة ، بقدر ما كانت أيضا مناسبة لانقلاب الجماهير الجزائرية عليه ، بسبب إهداره ركلة الجزاء أثناء الضربات الترجيحية ، في نهائي الشان أمام منتخب السنغال ، بطريقة بهلوانية ومشمئزة ، فوَتت على الفريق الجزائري ، صاحب الأرض والجمهور ، إحراز لقب أخر , يضاف إلى لقبيْ كأسيْ العرب والأمم الأفريقية الأخيريْن ، ليخيَب اللاعب بذلك آمال ملايين الجزائريين ، عشاق الكرة المستديرة ، في الداخل والمهجر. والذي زاد الطينة بلة هو إصرار اللاعب محيوص خلال رده على أسئلة الصحفيين بخصوص طريقة تنفيذه ضربة الجزاء ، على أنه لن يغيرها ويستمر في تنفيذها بالطريقة نفسها ، وهو ما أثار استياء المناصرين الذين هاجموا اللاعب في فيديوهات تتندَر على طريقة تنفيذه الركلة ، انتشرت على يوتيوب ، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي .