حاورته : حنان حملاوي وصف الروائي القدير، رشيد بوجدرة، الكتّاب الموالين لفرنسا بالمرضى والمعقدين، وذهب بعيدا حين قال إنهم مصابون بمرض العصاب الشديد. وأكد بوجدرة، خلال حديثه مع "الحوار"، على هامش توقيع الطبعة الثانية من كتاب "زناة التاريخ"، بجناح دار الحكمة ضمن فعاليات معرض الجزائر الدولي للكتاب في طبعته الثامنة والعشرين، أن هؤلاء لديهم عقدة التبعية للمستعمر. كما توقف للحديث عن تكريمه في "سيلا 2025" الذي أثر فيه كثيرا. ــ أحسست أنني طفل تقدم له حلوة حين كرّمت تم تكريمك في افتتاح معرض الجزائر الدولي للكتاب من قبل وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة، وكان يبدو أنك تأثرت كثيرا بالمبادرة رغم تلقيك العديد من التكريمات الدولية؟ لأول مرة أكرم في بلدي الجزائر بعد أن بلغت 86 سنة من العمر، رغم أنه كرم فيها الكثير من الكتّاب الشباب الذين لم يكتبوا عدد الروايات التي أنجزتها طيلة مسيرتي، والتي نالت جوائز في كل العالم وترجمت إلى 49 لغة. أنتقد الجزائر ولا أقبل من يشتمها كنت مسرورا جدا بهذا التكريم، وأشكر بشكل خاص وزيرة الثقافة والفنون، مليكة بن دودة، صاحبة المبادرة، صحيح أنه تداول على الوزارة الكثير من الأسماء، نساء ورجال، والبعض منهم كانوا أصدقائي ولكن لم يفكروا في تكريمي يوما، وحين صعدت إلى منصة التكريم شعرت بما يشعر به الطفل الصغير حين تقدم له حبة حلوة وتأثرت كثيرا. أطلقت خلال "سيلا" طبعة جديدة من كتابة "زناة التاريخ" الذي أحدث ضجة كبيرة قبل سنوات، ما الجديد الذي حمله؟ هي طبعة جديدة ومنقحة لكتاب "زناة التاريخ"، الصادر عن دار الحكمة لصاحبها، أحمد ماضي، هذا الكتاب صدر سنة 2015 وحدثت أشياء كثيرة بعدها وأمور سياسية، خاصة حقيقة الجزائريين الذين يذهبون للخارج ويشتمون الجزائر بدون وجه حق. والجديد الذي حملته هذه الطبعة هو إضافة بعض القضايا والمواضيع، فتحدثت عن "حرب غزة"، وهو ما لم يكن موجودا من قبل، وكذلك "حرب إيران مع الكيان الصهيوني، التي انتصرت فيها إيران ـ حسب رأيي ـ وأرغمت الكيان الصهيوني على أوقف إطلاق النار بعد أيام". أسماء كثيرة ضمها العمل مثل كمال داود وصنصال اللذين أدارا ظهرهما للجزائر، كيف تنظر إليهما وإلى مواقفهما؟ أنا من الناس الذين ينتقدون الجزائر في بعض السلبياتّ، لكن لا أقبل أن تشتم الجزائر بأي حال من الأحوال. وبالحديث عن "زناة التاريخ"، بوعلام صنصال وكمال داود، هذا الأخير منذ حوالي أربع سنوات حين سئل في التلفزيون الفرنسي عن أطفال غزة، كان رده "لا يهمني الأطفال"، وهذا أمر فضيع، ومواقفه فيها انتهازية كبيرة. وهؤلاء بالنسبة لي عندهم عصاب رهيب، هناك نص للطبيب والمجاهد فرانز فانون يقول فيه: "هؤلاء الناس عندهم عقدة السعار القديم، والذي لم يعد موجودا"، وأظن أن هؤلاء مرضهم هو كراهية النفس، أقصد أنهم يكرهون أنفسهم، وعندما يذهبون إلى هذه الأماكن يشجعونهم، وهو أمر مقصود ومدعم ومبرمج. غزة بالنسبة لي كابوس يومي.. ومثقفون خذلوها حملت الوجع الفلسطيني، خاصة غزة، ودونته في إصدار جديد في الوقت الذي التزم فيه بعض المثقفين الصمت؟ بعض الكتّاب والذين يعدون على الأصابع، وربما لا يتجاوز عددهم الثلاثة، خجلوا من الحديث عن غزة وفلسطين وسكتوا، وهذا صمت رهيب، وأنا نقلت الوجع الفلسطيني في كتاب آخر اسمه "فلسطين حتى النخاع"، وهو تحت الطبع، عن دار الحكمة للنشر، وسيصدر باللغتين العربية والفرنسية خلال فعاليات الطبعة الثامنة والعشرين لمعرض الجزائر الدولي للكتاب. وبالنسبة لي غزة أصبحت كابوسا يوميا أعيشه. هل قال رشيد بوجدرة كل شيء في أعماله؟ قلت كل شيء ولم يبق لي أي كلام أقوله، وأخاف من الإعادة أو الوقوع في التكرار . ++++++ نوافذ: ـ وحين صعدت على منصة التكريم شعرت كما يشعر الطفل الصغير حين تقدم له حبة حلوة، وتأثرت كثيرا. ـ بعض الكتّاب والذين يعدون على الأصابع، وربما لا يتجاوز عددهم الثلاثة، خجلوا من الحديث عن غزة وفلسطين وسكتوا، وهذا صمت رهيب.