تواصل المقاومة الفلسطينية تصديها لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي فشلت في التوغل إلى داخل غزة , رغم القصف الاجرامي الذي يستهدف المدنيين والمستشفيات , بدليل أن الشهداء أغلبهم من الأطفال والنساء , وباءت محاولات الإحتلال بالفشل . في المقابل برزت معطيات على الأرض , تؤكد أن المقاومة ممثلة خاصة في كتائب القسام وسرايا القدس لاتزال تبدع في طريقة مواجهة قوات الاحتلال , بل هاهي تضع حكومة الاحتلال في احراج كبير , وهي مرغمة على قبول شروط حركة حماس فيما يتعلق بالأسرى , ولا هروب لنتناهو ومعاوينه من أمريكا وبريطاينا وفرسنا إلا الخضوع , في ظل توسع دائرة التظاهر من الاسرائيلين ضد نتنياهو, مما يعني أن شوكة المقاومة تدمي كل هؤلاء ورغم الدماء التي تسيل وعدد الشهداء الذي يتزايد يوميا والدمار الكبير للمباني , يقول وزير الخارجية الأمريكي أن وقف إطلاق النار ليس ضروريا , بل أعتبر ذلك في صالح حماس وهو ما يؤكد أن أمريكا لاتهمها بشاعة الجرائم في غزة بقدر ما تهتم بعذرية إسرائيل . الى ذلك يكتفي قادة الدول العربية والإسلامية بالخطب وتنويع كلمات الانشاء والغرق في الحديث عن المساعدات , رغم أنهم يعلمون أن الاحتلال لا يسمح بالمساعدات الحقيقية التي تحتاجها غزة من وقود وأدوية وغيرها , مما يعني أن بعبع الكلام والخطب هو السائد , أم وسائل الضغط الحقيقية فليس وقتها الأن يرى هؤلاء القادة . وبغض النظر عن المواقف ذات الصوت العالي في هذا الوقت , مثلما صدر عن الرئيس عبد المجيد تبون الذي أكد أن حركة حماس ليست إرهابية بل تدافع عن حقها وأرضها , وكذلك تصريحات الرئيس التركي أردوغان الذي اتّهم الدول الغربية بالمسؤولية عن مجازر الإبادة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، مؤكدا أن أنقرة تحضّر لإعلان إسرائيل مجرمة حرب أمام العالم. في الظرف العصيب بدا أن العرب والمسلمين يلوكون ألسنتهم ويتشدقون بالكلام والمصيبة أنهم يضيفون كلمة بشدة الى الكلمة التي مللنا من سماعها منذ قرون وهي ندين , مع ان أي شخص في أي مكان يستطيع أن يقول هذه الكلمات وببساطة لايزال التغيير بعيدا حيث الذل هو السيد لدة قادة الدول العربية والإسلامية , بينما أفلحت الشعوب نوعا ما في حملات مقاطعة شركات وبضائع إسرائيل وأحبابها , في حين يبدو الطريق بعيدا لانتفاضة عارمة لهذه الشعوب التي يكتفي معظمها بالتفرج ومتابعة الاحداث بحرقة , والسؤال متى ينتفض العرب والمسلمين ؟