الان وقد أثبتت المقاومة الفلسطينية أنها تأتي في اللحظة الأهم , لتصنع الحدث وتعيد حسابات العدو الإسرائيلي الى نقطة الصفر , تماما مثلما تربك آمال المطبعين المهرولين . عملية "طوفان الأقصى " زلزلت كل التكتيكات الحربية الى درجة ان الخبراء العسكريين , أندهشوا لكيفية تنفيذ هذه العملية , من حيث التوقيت وحتى الطريقة التي أقل ما يقال عنها أن الذكاء والتكتيك والعلم كان سيدها , فالصواريخ التي أعترف قادة الاحتلال أنها تجاوزت 3500 صاروخ أطلقت وصاحبها اطلاق عمل الكومندوس جوا والذين نزلوا باحتراف على المستوطنات . العملية القوية المدهشة التي قامت بها كتائب القسام لم تجد أمريكا من وصف الا الاعتراف بأنها مفاجئة , بل وذهبت شبكة إن بي سي الى القول نقلا عن مسوؤلين أمريكيين أن واشنطن تدرس تعزيز تبادل المعلومات الاستخبارية مع إسرائيل . قادة الاحتلال وجدوا أنفسهم في حيرة خلال ثماني ساعات , بل تكتموا عن قتلاهم الى ساعة متاخرة من الليل ليعترفوا بمقتل قائد لواء وأسر ضباط وجنود زهي ضربة موجعة لإسرائيل وفرصة تزيد من قوة التفاوض فيما يخص الاسرى الفلسطينين في المرحلة القادمة . وبغض النظر عن عدد الشهداء الفلسطينين الذين سقطوا نتيجة غارات الاحتلال الإسرائيلي على المنازل وبعض الأبراج وهو المتوقع أصلا من احتلال عنوانه الاجرام , فاءن حركة حماس بهذه العملية أرسلت نتنياهو الى نهايته السياسية , كما بعثت بباقة أمل مدججة بورود الأقصى الى الاف الاسرى الفلسطينين في سحون الاحتلال بأن حريتهم قريبة جدا . عملية طوفان الأقصى التي قامت بها “حماس” تحاكي الى حد كبير حرب أكتوبر 1973، التي تحل ذكراها الخمسين هذه الأيام، عندما فاجأت مصر وسوريا الجيش الإسرائيلي بتحرك عسكري في يوم مايسمى الغفران وهو أيضا يوم عطلة رسمية في إسرائيل أشد صرامة من يوم السبت. ويبدو العنصر البارز في التحرك العسكري لحركة “حماس” ضد إسرائيل، ، هو المفاجأة التي أخذت تل أبيب على حين غرة من قطاع غزة، ما دفع محللين إسرائيليين إلى التأكيد أن ما جرى أكثر من مجرد “انهيار استخباري” , فتحرك “حماس” جاء خلال صباح يوم سبت وهو يوم عطلة رسمي في إسرائيل، وعلى مسارين أخفى أولهما وهو إطلاق وابل من الصواريخ من وسط وجنوبي إسرائيل المسار الآخر وهو التسلل إلى بلدات إسرائيلية في غلاف قطاع غزة , لذلك لم يجد رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الا القول بأن العمل الذي قامت به حركة “حماس” فاجأ إسرائيل، وهو إقرار نادرا ما يصدر عن رأس الهرم السياسي في إسرائيل . ان ملية طوفان الأقصى تؤكد مجددا أن المقاومة الفلسطينية تزداد قوتها وأن الخذلان أصاب المطبعين في العظم , بينما عمت الفرحة كل من يقف الى جانب الحق وضد الظلم وعليه ستؤكد الايام القادمة أن شوكة المقاومة حادة ضد الاحتلال وحتى عرب التطبيع .